/ الفَائِدَةُ : ( 55 ) /

18/03/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / تَحوُّلٌ خطيرٌ في الفلسفة من زمن ابن سينا / يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات : أَنَّه بعد أَنْ وصلت النوبة إِلى ابن سينا تحوَّلت الحكمة والفلسفة من نظريَّة وعمليَّة إِلى نظريَّة حَسْبُ ، وهذا تَحوُّلٌ خطيرٌ ؛ صيَّر مسارها أَضعف من سابقه ؛ لأَنَّه أَقصى العقل العملي ودليله. وقد سَدَّ الُمتكلِّمون هذا النقص الطارئ على الأَدلَّة العقليَّة ؛ لاِعْتِمَادهُم غالباً على براهين أُخذت موادَّها من قوَّة العقل العملي ، فمادَّتا الحسن والقبح ـ وهما أَساس العقل العملي ـ موادٌ برهانيَّة. وما ذهبت إِليه الأَشاعرة من التَّفكيك بين الكمال والنقص ، والمدح والذَّم ، والملائم وغير الملائم ، وقالوا : إِنَّ الحسن يُطلق على معانٍ ثلاثةٍ مغالطة في غير محلِّها ، لكنَّها انطلت على ابن سينا ومن جاء من بعده إِلى يومنا هذا ؛ فإِنَّه لا يوجد مدح صادق من دون كمال ، ولا ذمّ صادق من دون نقص ، بل هل يوجد فعل في الكون لا يلائمه الكمال ولا ينافره النقص؟! وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ